كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الأمن الإلكتروني؟
شهد العالم في الآونة الأخيرة الكثير من التطورات التي أثرت بشكل كبير على العديد من القطاعات والمجالات خاصةً في المعاملات عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، حيث اعتمدت الشركات والجهات الحكومية عليها لأهميتها في الحفاظ على البيانات ضد الجرائم الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن الإلكتروني.
لا تأتي التكنولوجيا الجديدة من دون تحديات فأصبح الخطر الإلكتروني أكبر على الشركات الخاصة الصغيرة التي لا تستخدم برامج حماية البيانات فتصبح عرضة للسرقة والاختراقات، ومن هنا أهميّة ودور الذكاء الاصطناعي في تأمين البيانات الضخمة من هذا الخطر المحدق.
فعلى سبيل المثال، تعتمد الشركات العائلية على التعاون إلى حد كبير مع أطراف خارجية في معاملاتها، مما يعرضها إلى احتمال قرصنة معلوماتها واتصالاتها من منافسين في مجال عملها ولذلك من المهم تشفير هذه الاتصالات المختلفة لتبقى آمنة. لاريب أن أهميّة تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي على البيانات والمعاملات الإلكترونية يحقق مستوى أعلى من الأمن الإلكتروني والحفاظ على البيانات الحساسة.
دور الذكاء الاصطناعي في الأمن الإلكتروني
يتميز الذكاء الاصطناعي عن الابتكارات الأخرى بخاصيّة استباق حصول الأمور وليس فقط التفاعل مع الحدث. فيمكنه، في حال الأمن الإلكتروني، تنبؤ الاختراقات ومنع حدوثها، بالإضافة إلى تأمين الأنظمة من أي عيوب يمكن أن يستخدمها المخترقون، ومن هنا إذاً فائدته للأمن الإلكتروني.
أما بالنسبة لقطاع التكنولوجيا المالية، فإن تحديد من يمكنه الوصول إلى البيانات مهم للأمن المالي، حيث ساهم التوقيع الإلكتروني والتوقيع الحيوي الذي تطلب بصمة الإصبع في الحد اختراقات البيانات الخاصة وقرصنتها.
من المهم الإشارة أنّه أصبح في مقدور الذكاء الاصطناعي اليوم استباق الخطر والتهديد والعمل على تحصين أنظمة الشركات من أي عيب يمكن أن يدخل منه المخترق، وذلك بالاعتماد على ميزة التعلّم من المعلومات القديمة والبناء عليها، الأمر الذي لم يكن ممكناً في الماضي.
علاوةً على ذلك، تتميّز تقنية الذكاء الاصطناعي في الأمن الإلكتروني بسرعة ردّة الفعل فيتمكن من مواجهة أي خطر إلكتروني بشكل تلقائي وسريع في أي وقت من اليوم وضد أي تهديد محتمل بفاعليّة أكبر من ردة فعل التقني الذي يصله إنذار اختراق.
كيف تعرف أن خدمة التكنولوجيا المالية آمنة؟
يجب على المتعاملين الراغبين في التأكد من حماية بياناتهم أثناء المعاملات أو أثناء إدخال البيانات عبر الإنترنت الاطلاع على شهادات الشركة أو جهودها في حماية البيانات لضمان أن الخدمة التي يستخدمها تتوافق مع المعايير الدولية. فعلى سبيل المثال، عندما تدفع ثمن سلعةً ما باستخدام بطاقتك الائتمانية عبر الإنترنت، قد يوجهك موقع التجارة الإلكترونية إلى قاعدة مشفرة لإدخال البيانات الشخصية؛ مما يمنح المتعاملين راحة البال عند التأكد من أن بياناتهم ليست معرضة للاختراق.
بالنسبة لخدمات التكنولوجيا المالية، يتم تقديم شهادات الأمان الدولية للشركات التي تتوافق مع معايير الأمان العالية. ومنها شركة “إنفيستيرا”، وهي منصة لإدارة الاستثمارات، حاصلة على شهادة “الأيزو” عام 2013 لامتثالها للمواصفات العالمية لعملائها التي تضمن حماية بياناتهم.
وتم إنشاء هيئات وشهادات دولية مثل “الأيزو” لوضع معيار دولي للقواعد التي تسهل التجارة عبر الحدود مع ضمان سلامة جميع الأطراف المعنية. وبشكل عام، تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن الإلكتروني على تحسين معايير الأمن بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للمنظمات أن تتوقع التهديدات قبل حدوثها مع الحفاظ على أمن البيانات مهما كان حجمها.