كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي على الخدمات الماليّة | Investera | Investment Portfolio Management Platform

كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي على الخدمات الماليّة

28May, 2019

كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي على الخدمات الماليّة

غالباً ما يرتبط الذكاء الاصطناعي بالروبوتات وأنظمة الدردشة التفاعلية وعمليّات الأتمتة الآلية والسيارات ذاتية القيادة، إلاّ أنّه دخل قطاع الخدمات المالية قبل ذلك بكثير. أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة تنظيم قطاع الخدمات المالية من عمليّات الدمج والاستحواذ وإدارة الثروات وتعزيز تجربة العملاء.

  1. بناء التمويل الشخصي

يتوقع المستهلكون خدمات شخصية من تجار التجزئة، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “ديلويت”(1)، ولا يختلف الأمر في قطاع الخدمات المالية، فتقدّم الشركات المالية خدمات مشخصنة للعملاء عبر تطبيقات الهاتف المحمول ورسائل البريد الإلكتروني التسويقية الموجهة إلى اسم العميل، إضافةً إلى حسابات المصارف الرقمية التي تقدم خدمة مخصّصة لكل عميل.

في حين أن التطبيقات المصرفية تقدم للعملاء توصيات ادخار مشخصنة على أساس الدخل والإنفاق وعادات الإنفاق وغيرها، يراقب العملاء عادات الإنفاق الخاصة بهم عبر تطبيقات الميزانية المشغلة بواسطة الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للعميل استخدام توصيات التطبيقات المالية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أيضًا لاتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على المعلومات المتوافرة في السوق وأداء الأسهم ومن خلال الخدمات التحليلية الذكيّة، فتعمل هذه التطبيقات كمستشار مالي شخصي.

  1. تمكين المجتمعات المهمّشة

يساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة المالية في تقليل تكلفة الخدمات للأفراد والشركات، ويُعرف من الناحية الفنية بالشمول المالي. فقد كانت درجة الائتمان سابقاً تحتسب وفقًا للمعاملات المصرفية والمعلومات الماليّة؛ فإن لم تكن هذه البيانات متوافرة، قد لا يتلقى الفرد الائتمان الذي يطلبه . فوفقاً للبيانات الصادرة عن البنك الدولي كان لا يزال نحو 1.7 مليار شخص في عام 2017 في أنحاء العالم غير قادرين على الوصول إلى حساب مصرفي. فإن حولي  15% من سكان المدن فوق الـ25 سنة ليس لديهم ائتمان مالي، وبالتالي هم “غير مرئيين” مالياً وفقاً لمكتب الحماية المالية للمستهلكين الأميركي(2) .

يمكّن الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية (بلوك تشين) من المساعدة في جمع المعلومات والبيانات للحصول على الائتمان عبر طرق غير تقليدية، مثل البيانات الموجودة على هاتف الفرد – والتي تصنّف على أنها ميزات “تصف سلوكهم”. يجمع الذكاء الاصطناعي هذه البيانات لربط “الميزات” وتحديد درجة الائتمان على أساس “سلوك القرض” السابق. وبالتالي، يوفّر الذكاء الاصطناعي الخدمات المالية لعدد أكبر من الأشخاص.

  1. تمكين إدارة الثروات

يتطلب الأفراد ذوو القيمة المالية العالية نظامًا للإدارة المالية والاستثمارات والبقاء في صدارة السوق. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تتبع الأنماط في السوق وتحليل أفضل وقت للاستثمار، مع الربط بين البيانات الكثيرة وغير المرتبطة لإنشاء نمط ذكي لتوجيه الأثرياء في قرارات الاستثمار. وبهذه الطريقة، يستطيع الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية أتمتة عمليّة إدارة الاستثمار عبر وسائل مثل “إنفيستيرا” ، المنصّة الرائدة والمتكاملة لإدارة العمليات الاستثمارية وتسهيلها.

  1.  منع الاحتيال

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز الصناعة المالية عبر الكشف عن الاحتيال والوقاية منه، حيث يمكن تحديد عمليّات تزوير بطاقات الائتمان بشكل أكثر فاعلية عبر تحليل بيانات المعاملات وبيانات المستهلك. من خلال تحديد السلوك غير اعتيادي، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي الكشف عن العمليّات الاحتيالية.

ما مستقبل الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي؟

يمثّل الذكاء الاصطناعي مكوناً رئيسياً في الموجة المقبلة من التغيرات الجذرية في القطاع المصرفي والمالي وذلك لقدرته الكبيرة في معالجة وربط طيف واسع من البيانات، حيث يصبح بذلك من أُسس الصناعة الماليّة. في حين أنّ أتمتة العمليات المالية أصبح جزءاً حيوياً من النظام المالي، فيمكن الاستنتاج أنّ الذكاء الاصطناعي يمهّد الطريق أمام المزيد من الخدمات المالية المحسنة والشخصية والآمنة.

Leave a Reply